صديقي الكبير
في صباح
أحد أيام العطلة الصيفة .
قررت الذهاب الى المتنزه القريب من بيتنا . فالجو كان جميلا .
والهواء
نقيا ..,وبينما أنا ألعب .. مر من أمامي رجلٌ يحمل بيده صحيفة
مطوية , ونظر إليّ نظرة جابية وقد إرتسمت على فمه إبتسامة خفيفة .. ثم جلس على مسطبة قريبة , وفتح صحيفته وبدأ
يتصفحها
. . ونظراته كانت خجولة كلما أتجهت نحوي . في أول
وهلة
بدت الي
الأمور بسيطة وعادية .. ولا تستوجب الإهتمام .
وعندما
أخذ الوقت يميل الى الظهيرة . .
عدت الى
البيت ..
وفي
اليوم التالي . .
ذهبت الى
المتنزه مرة أخرى . .
.. فوجدت
نفس الشخص يجلس في نفس المكان وأيضا يحمل بيده صحيفة ..
وما
زالت نفس النظرات الخجولة ونفس الإبتسامة . .
وتكررت
الحالة لمدة أسبوع تقريبا . .
عندها
تساءلت . .
مالذي يدفع
هذا الشخص الى الحضور يوميا الى المتنزه . .
لكني أقنعت نفسي بأن المتنزه هو مكان عام ..
ويحق
لأي شخص أن يأتي متى مايشاء . .
فقررت
أن أذهب اليه وأتحدث معه ..
فسلمت
عليه . . فرد علي السلام .. فوقفت بجانبه
..
ففتح
الصحيفة ..
وتظاهر
بأنه يقرأ . .
لكن جذب
إنتباهي شيء . .
وهو أنه
يمسك الصحيفة بالمقلوب ويتظاهر بأنه يقرأ . .
فسألته
هل تحب قراءة الأخبار . .
فقال ..
بنبرة صوت تدعوا الى التفاخر . .
نعم ..
فأنا من هواه القراءة . .
فقلت .
. احيانا أحب معرفة الأخبار . . هل تستطيع أن تقرأ بصوت أعلى . .
عندها .
. شعر بخجل شديد . . ظهر ذلك على وجهه . .
فقال .
. بصوت يرتعش من الخجل . .
للأسف فأنا
لا أ عرف القراءأة ..
سألته
.. فلماذا تحمل صحيفة .. مادمت لا تعرف
القراءة . .
أجاب .
. أنا احمل الصحيفة لأنني أحاول التغلب عما في داخلي
لعدم
تمكني من القراءة . . .
فقلت له
. . لكنك تستطيع التعلم . .
فرح
بكلامي . . وقال كيف ..؟
فقلت له
أنا من سيعلمك . .
فسيكون
حضورنا يوميا الى المتنزه طيلة العطلة الصيفية ..
فرح
كثيرا .. وشكرني . .
وبدأ
بالحضور يوميا الى المتنزه كي يتعلم القراءة
. .
وفي
نهاية العطلة الصيفية ..
أخبرته
بأن العام الدراسي الجديد قد بدأ . . ويجب أن نفترق ..
شكرني
.. و قال أعاهدك بأني سأستمر بالقراءة حتى أتقنها . .
فسلمنا
على بعضنا . .